فوائد من كتاب مفردات من الحضارة الإسلامية/ قسم1

فوائد من كتاب[1]..نتيجة بحث الصور عن كتاب مفردات من الحضارة الإسلامية

(1) ابن جني (توفي: 392 هـ – 1002 م) كان إمامًا في اللغة والأدب والنحو والصرف، حتى وُصف بأنه أرسخ أهل زمانه، وكان صديقًا للمتنبي، وكان المتنبي إذا سُئل عن معنى بيت من شعره قال: “اسأله عنه ابن جني، فإنه أعلم بشعري مني”، ولما قُتل المتنبي، رثاه بقصيدة رائعة، مطلعها:

غاض القريض وأودت نضرة الأدب *** وصوّحت بعد ري دوحة الكتب

***

 (2) ابن طباطبا (توفي:934 هـ)، كتب قصيدة من تسعة وأربعين بيتًا، مدح فيها رجُلاً -يُكنى أبا الحسين- كان يلثغ في حرفي الراء والكاف، وحتى يستطيع هذا الرجل قراءة القصيدة كتبها ابن طباطبا خالية من هذين الحرفين، وكان ما قال:

يا سيدا دانت له السادات *** وتتابعت في فعله الحسنات

وتواصلت نعماؤه عندي فلي *** منه هبات خلفهن هبات

 أوليتني مننا تجل وتعتلي *** عن أن يحيط بوصفهن صفات

 ذو همة علوية توفي على الجوزاء *** تسقط دونها الهمات

لأبي الحسين سماحة لو أنها *** للغيث لم تجدب عليه فلاة

وله مساع في العلا عدد الحصى *** في طيئ من جلها مسعاة

***

(3) قيلَ لابنِ المُقَفَّع، مَن أدَّبك؟ قال، أنا أدبتُ نَفسي، كُنتُ إذا رأيتُ مِن الناسِ فِعلاً حسناً عَمِلتُ بهِ، وإذا رأيت فعلاً قَبيحاً اجتَنَبتُه.

وقيل : اجتمع ابن المقفع بالخليل بن أحمد الفراهيدي، فلما تفرقا قيل للخليل : كيف رأيته ؟ قال : علمه أكثر من عقله. وسئل هو : كيف رأيت الخليل ؟ قال : عقله أكثر من علمه.**انظر البداية والنهاية ج ص..، وسير أعلام النبلاء ج ص..من أدبك.***

***

(4) ابن النفيس (ولد: 1213)، الطبيب العربي المعروف، الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى، قبل مايكل سرفيتوس (ولد:1511) بعدة قرون، له كتب كثيرة، منها كتاب في السيرة النبوية، اسمه “الرسالة الكاملية في السيرة النبوية” ويغلب عليها الطابع الفلسفي، قال البيهقي عن هذه الرسالة: “ما سبقه بها أحد”.

***

(5) ابن وافد (وُلد: 388هـ/ 997م)، من أطباء العرب المشهورين، ألف عدة مؤلفات في الطب، وهو القائل: “لا يجب التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية، ولا يجب التداوي بمُرَكّب الأدوية ما أمكن التداوي بمُفردها”.

***

(6) ابن الوردي ولد في معرة النعمان سنة 691 هـ – 1292 م وتوفي بالطاعون في حلب في سنة 749 هـ – 1349 م، من مؤلفاته: “تتمة المختصر في أخبار البشر” (تاريخ ابن الوردي) مطبوع، و”خريدة العجائب وفريدة الغرائب” مطبوع. و”شرح ألفية بن مالك (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة)”، ومن شعره في لاميته المشهورة:

اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ

ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا * * * فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ

إنْ أَهنـا عـِيشـةٍ قَضَّيتُهـا * * * ذَهبـتْ لـذَّاتُهـا وَالإثـمُ حَـلْ

واطلـبِ العِلـمَ وَلاَ تَكسَـلْ فَمَا * * * أَبعـَدَ الخْـيرَ عَلى أهـلِ الكَسَـلْ

***

(7) علي بن الجهم، شاعر مطبوع عذب الألفاظ سهل الكلام مقتدر على الشعر. كان إبراهيم الحربي يصفه ويقرظه، ويقال إن إبراهيم هو ابن داية علي ابن الجهم. ومدح علي المعتصم والواثق وجالس المتوكل، ومات سنة تسع وأربعين ومائتين بناحية حلب. خرج متوجهاً للغزو فقتله أعراب من كلب وهو القائل:

هي النفس ما حملتها تتحمل *** وللدهر أيام تجور وتعدل

وعاقبة الصبر الجميل جميلة *** وأفضل أخلاق الرجال التفضل

ولا عار إن زالت عن المرء نعمة *** ولكن عاراً أن يزول التجمل

***

(8) كيف مات أبو جعفر النحاس؟

أبو جعفر النحاس العالم النحرير، صاحب كتاب “معاني القرآن” و”إعراب القرآن”، قيل أنه كان جالسًا على درج بالقرب من نهر النيل، وكان يترنَّم ببعض الشعر، فرآه بعض الجهال فظنوه ساحرًا يُريد أن يسحر نهر النيل فلا يبقى فيه ماء، فدفعوه إلى النهر، فغرق ومات، وذلك سنة (338هـ-950م).

***

(9) أبو حيان التوحيدي (توفي745هـ-1344م)، صاحب تفسير “البحر المحيط”، كان من كبار علماء اللغة العربية، وعالمًا باللغات والترجمة، وعلم الحديث، ولُقّب بشيخ النُّحاة لبراعته في اللغة والنحو، وكان كثير الشعر، حتى أنه مدح أعداءه، فقال:

عِدايَ لهم فضلٌ عليّ ومِنَّةٌ *** فلا أَذهبَ الرحمنُ عَنّي الأعاديا

هُم بحثوا عَن زَلَّتي فاجتَنَبتُها *** وهُم نافسوني فاكتسبتُ المعاليا

**********************************************************

[1] من كتاب “مفردات من الحضارة الإسلامية” لمؤلفه محمد راجي حسن كناس، تقديم: د. أحمد الطحان، دار المعرفة، بيروت.

أضف تعليق