أهدى إليهم كتابًا فيه ذكرهمُ *** فمن تمسَّك بالقرآن زكَّاهُ
ومن تَحَصَّنَ بالإسلام حصَّنهُ *** ومن تَعَلَّقَ بالأخلاق أحياهُ
ومن تَعُضُّ على التقوى نواجذه *** نال الكرامة دُنياهُ وأُخراهُ
أنتم خلائف خير الخلق، لا تهنوا *** في سورة النور[2] والأحزاب[3] ذكراهُ
عَزْمُ الصحابة معقودٌ بهمتكم *** لا يملك الظلم -مهما طال- يمحاهُ
[1] شاس بن قيس، كان شيخًا يهوديًا قد عسا في الكفر والحقد والعداوة للإسلام والمسلمين، وكان من يهود المدينة ذوي النفوذ والثروة والتجارة، وكان يبيع السلاح بين قطبي المدينة المتنافرين (الأوس والخزرج) وبعد أن منّ الله على أهل المدينة بالإسلام وبهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، كان من أشد الناس عداوة له، وكان يسعى للتحريش ةتأجيج الفتنة الطائفية والقبلية والاقتتال الداخلي بين المسلمين.
أوما قرأتم في “الزُّمَر” *** اللهُ كافٍ من شَكَر[3]؟
صاح الحجر، قال الحجر: *** يا أُمتي أين المَفَرّ؟
يا أُمتي ثوري ولا *** تُصغي لشرذمة البشر
عملاء حطوا رحلهم *** في ساحة البيت الأشَرّ
في القدس قد ثار الحجر *** وغدا كبُركان انفجر
راياته معقودة *** والخيل تقدحُ كالشرر
قوموا إلى النصر الجليل *** قولوا كما قال عمر
الله اكبر، وارفعوا *** هامتكم فوق القمر
ولتشحذوا الهمم العريضة *** في السهول وفي الوعر
ولتنصروا الدين العظيم *** فالله ينصر من نَصَر
[1] إشارة إلى قوله تعالى: { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} (سورة التوبة:14) فالكافرون هينون على الله.
[2] إشارة إلى قوله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} (التغابن:16) وهذا طريق النصر.