من محاولاتي الشعرية: مناجاة

صورة ذات صلة

مناجاة

يا ربِّ قد أصبحتُ منكَ بعافيَة  *** فاعفو عن العبد الفقير معاصيَه

واملأ قِرابَ فؤادِهِ بمخافةٍ *** تنأى به عما يشينُ الناصية

ألقي على القلب السقيم سكينةً *** كي لا يحيدَ عن النوايا الصافية

ثبته في لُجج العواصفِ كُلّها *** واعصمه من فتن الحياة الداهية

ألبسه من حُلل الهدايةِ سابغًا *** ليسير في فُلك النجاة الجارية

واغدق عليه من اللطائف، رحمةً *** فقطوف لطفكَ من عبادكَ دانية

من محاولاتي الشعرية: بين فجر وفجر

صورة ذات صلة

بين فجر وفجر

قد هلَّ فجرٌ وقلبُ الفجرِ أواهُ *** لما رأى قومنا في الأرض قد تاهوا

أُرنوا إلى حالهم طافت جوانبه *** مراكب الهَمّ قد غَطَّت مُحَيَّاهُ

تدعثر الحُبُّ في صحراء أمتنا *** كفارسٍ خرَّ مصروعًا بمرعاهُ

وعسعس الظلم في أركان مُلكهمُ *** وما تنفَّس صُبحٌ في زواياه

وخيَّمَ الذل بعد العز منتشيًا *** في الشرق والغرب أقصاهُ وأدناهُ

كأن سيل هوانٍ طافَ عالمـَنا *** فبدَّل الخير إثلاً، ثم واراهُ

والفتنة الدهماء تعصف نارها *** شاسٌ[1] تولى كبرهُ، وبَداهُ

واستعبد الخلق إبليس وزمرته *** فالمال …. والإعلامُ آخاهُ

وينعق الفقر، والضراءُ نازلةٌ *** على بقايا سُموِّ ما سَلَوناهُ

وما سَلَونا كتاب الله يُخبرنا *** من ينصر اللهَ بالإيمانِ أجداهُ

يا قوم أنتم حُماةَ الدين فانتبهوا *** لا يؤتينَّ، وعيش الذل نأباهُ

وللعقيدةِ أسوارٌ مُحَصَّنةٌ *** سلاحها السيفُ والقرطاسُ والفاهُ

قومٌ قضى الله أن العز يتبعهم *** إن طبقوا الدين في أسمى مزاياهُ

قوم قضى الله أن تسموا مراكبهم *** إن عانقوا الشرعَ واستنوا بتقواهُ

إن عمَّروا الأرض بالتوحيد أكرمهم *** ويرفع البأس أولاهُ وأُخراهُ

وأتم نعمته نصرًا لشرعته *** فنعمت النعمة الغراء أعطاهُ

أهدى إليهم كتابًا فيه ذكرهمُ *** فمن تمسَّك بالقرآن زكَّاهُ

ومن تَحَصَّنَ بالإسلام حصَّنهُ *** ومن تَعَلَّقَ بالأخلاق أحياهُ

ومن تَعُضُّ على التقوى نواجذه *** نال الكرامة دُنياهُ وأُخراهُ

أنتم خلائف خير الخلق، لا تهنوا *** في سورة النور[2]  والأحزاب[3] ذكراهُ

عَزْمُ الصحابة معقودٌ بهمتكم *** لا يملك الظلم -مهما طال- يمحاهُ

[1] شاس بن قيس، كان شيخًا يهوديًا قد عسا في الكفر والحقد والعداوة للإسلام والمسلمين، وكان من يهود المدينة ذوي النفوذ والثروة والتجارة، وكان يبيع السلاح بين قطبي المدينة المتنافرين (الأوس والخزرج) وبعد أن منّ الله على أهل المدينة بالإسلام وبهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، كان من أشد الناس عداوة له، وكان يسعى للتحريش ةتأجيج الفتنة الطائفية والقبلية والاقتتال الداخلي بين المسلمين.

[2] المقصود قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (النور:54).

[3] المقصود قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب:21).

من محاولاتي الشعرية: المرابطون

صورة ذات صلة

المرابطون

بأهلِ القدس يا أقصى هَناكَ *** فقد ظهرت عزيمتهم هُناكَ

وبان الطُّهر أبلج مثل وجهٍ *** توضأ من مياهِكَ او رآكَ

وأخبرت الفعال عن النوايا *** وبانَ لآخر الدنيا غلاكَ

وشمّر عن ذراع المجد قومٌ *** وما هابوا المنية والهلاكَ

ألم تَرَ للشباب جذور عزّ  *** تَنافَسُ والشيوخ على لقاكَ

ألم تر حُبّهم للموت شوقًا *** على أرض البراق وفي حماكَ

ألم تر هِمَّة في الأرض تعلو *** على الجوزاء تحملها يداكَ

ألم تر كيف سطّرت “النشامى” *** ملاحم للبطولة كي تراكَ

عزيزًا شامخًا كالطود تبقى *** ويخسأ كل من ينبغي عداكَ

وقد شهد الزمان على رجالٍ *** خُطاهم لا تجاوزها خُطاكَ

على الإسفلت قد صلوا حُفاةً *** فأزهر تحت أخمصهم بهاكَ

كأن ركوعهم يروي حكايا *** وأن سجودهم غوثٌ أتاكَ

وصوت خطاهمُ نبضات قلبٍ *** كنبض فؤاد من يهوى هواكَ

وتكبيراتهم حِمَمٌ ونارٌ *** بوجه الظالمين ومن سباكَ

تنفس تُربك الصعداء لما *** رأى أهل الرباط على رُباكَ

فأنت اليوم ترفل بانشراحٍ *** ويغسل وجه أمتنا إباكَ

فأيقِنْ انَّ جيشًا من قلوبٍ *** متينٍ لا يُضام ولا يُحاكا

كصخر القبة الصفراء صلبٌ *** يدافعه الحنين إلى لقاكَ

وأسيافٌ من الإيمان سُلّت *** تحيطك من أمامك او وراكَ

فأهل القدس درعٌ من يقينٍ *** به رب البرية قد حماكَ

ذوت بوجودهم آمال قومٍ *** وحُطم كيد من يبغي أذاكَ

تهون لأجل دين الله نفسي*** وفي اللأواء مقلتنا فداكَ

فكيف تهون يا أقصى علينا *** وفي القرآن آيات نراكَ

وأنت من العقيدة في مكان *** عزيز لا ينافسه سواكَ

وأنت منارة الإسراء تبقى *** وبالمعراج مولانا حباكَ

وهذا في الكتاب أتى صريحًا *** وقد صح الحديث بذا وذاكَ

وإعلام النفاقِ إلى نُفوقٍ *** كذوبٍ لو يقول، وإن تباكا

ووالي الأمر قد والى الأعادي *** وإن أرغى وأزبد و تذاكى

سَلَوْكَ اليومَ يا أقصى؛ فهانوا *** وخاب وذلَّ عبدٌ قد سلاكَ

أيا مسرى الحبيب فدتكَ نفسي *** وأموالي وأولادي فداكَ

ونستودع ترابكَ ثم ندعوا *** حماك الله يا أقصى حماكَ

من محاولاتي الشعرية: حقيقة

حقيقة

نتيجة بحث الصور عن أرحم الراحمين

ليسَ المماتُ فراقُ الروحِ ساكنَها *** ففي الفراقِ تُلَبِّي أمر باريها

بل يُهلكُ النفسَ هَمّ لا يُفارقها *** يُمزقُ العمرَ والأيام يكويها

مظنةُ السوء في الإنسانِ تُرهقها *** وظَنة السوء في الرحمن تُرديها

فأحسِن الظن تلقى خير عاقبةٍ *** يُدبر الأمرَ في الأكوان بانيها

فقوة اللهِ في الآفاقِ مُطلقةٌ *** وكُل ما دونه عبدٌ لهُ فيها

فما الهموم ولا الأمراض مُعضلةٌ *** إن رحمة الله حطَّت في نواحيها

ومكرُ ذو المكرِ  محكومٌ  بِخَيبَتِهِ *** كما الطغاة، ومن يسعى مساعيها

فكُن أُخَيَّ من المولى على ثقةٍ *** وجدد العهدَ والطاعات وافيها

فقوله ” كُن ” ما عبدٌ يُعارضهُ *** وحكمة الله لا شيءٌ يوازيها

ومبعث الحق والتمكينِ شرعتهُ *** وصفحة الذل بالإيمان يطويها

أبو عبد الرحمن

28-12-2017م

نتيجة بحث الصور عن سلة تفاح مع بنت صغيرة

 

هذه ابيات شعرية كتبتها بشكل عفوي في التعليق على صورة الطفلة التي تحمل سلة وتقطف ثمار تفاح…….. أقول:

تَبَسُم الثغر يروي قصة الأمل.. ونظرة الطرف تدعونا إلى العملِ

ونغمة العمر يحدوها بواحتنا.. طهارة النفس أو إشراقة المُقَلِ

نتيجة بحث الصور عن عصفور يشرب من صنبور الماء

صورة العصفور الذي يبحث عن نقطة ماء في صنبور الماء،  أبيات فورية كتبتها في التعليق على هذه الصورة الجميلة..

يا ملهم الطير يا رب الوجود … ومرشد الوحش في الغاب البعيدِ

سبيل الرزق محفوف بسعيٍ … ولا يأتي لمن يهوى القعودِ

ألا إن التوكل خير زادٍ … وللأرزاق مفتاح السدودِ

من محاولاتي الشعرية: على لسان بورمي

صورة ذات صلة

على لسان بورمي ( البحر البسيط)

مَجامعُ الدمعِ جَفَّت في مآقينا *** وسَعَّرَ النارَ في الأحشاءِ ما فينا

قتلٌ يطوفُ وتشريدٌ يُداهمنا *** نفيٌ وتنحيَةٌ تنمو بِوادينا

ذُقنا المرارات ألوانًا مزخرفةً *** حتى رمانا بسهم الغدر رامينا

وفي المكاره خُضنا وهي قاتمةٌ *** فمبلغُ الظلم أعلى من تراقينا

ونلبس الموت زيًا لا يُفارقنا *** وجمرة الذل لا تنفك تكوينا

وحَرَّقوا الأم والأحشاء يملؤها *** روح ستروي إلى الباري مآسينا

وقطَّعوا الأبَ أوصالاً وليس له *** من المقال سوى: “حسبي” ويكفينا

حتى الرضيع على أشلائه لبنٌ *** ماتوا حُفاةً عُراةَ الجسمِ طاويينَ

بكل حرف لسان النار حدَّثنا *** فخاطبَ الجِذع منا والأفانينا

ويعصِف اليُتمُ إعصارًا بأفئدةٍ *** لم تبلغ الحُلم أو تلقى تحانينا

لم يرحم البغي شيبًا في مفارِقِنا *** ولا دموع اليتاما والمساكينا

بالنار قد حُرِقوا، بالنهر قد غَرِقوا *** وما سمعنا مناديكم يُنادينا

حتى البيوت على سُكانها حُرِقت *** أضحت رمادًا، فمن منكم سيأوينا

ترنو إلى ضعفنا الأفلاك حائرةً  *** حتى الفراقدُ([1]) والجوزاءُ تبكينا

وكل هذا وما ذنبٌ نُقارفهُ *** إلا الفضيلةَ والإيمانَ والدينا

قد هان هذا على نارٍ يؤججها *** صمت الأُخوَّة، للشيطان يرمينا

فصمتكم مبضَعٌ ماضٍ يُقَطّعنا *** يُقَرِّضُ اللحمَ مِنَّا والشَّرايينا

وزاد لوعتنا زيفٌ يُصوِّرُهُ *** أبو رغال، وإعلامٌ يُعادينا

تُحَرِّف القول زورًا عن مواضعهِ *** وتقلب الحقَّ أشمالاً ميامينا

أما سمعتم كلام الله يأمركم *** في سورة الصفِّ والأنفالِ تالينا

وآية “التوبة” الغراء شامخةٌ *** إلى الولاية تدعونا وتهدينا([2])

و”الأنبياء” بها توحيد أمتنا([3]) *** فالدينُ يجمعنا والشرع يحوينا

وما سمعتم رسول الله شَبَّهكم *** كالجِسم؛ إن يشتكي عُضوٌ يؤاذينا

فلا تنزع قومٌ بعد وحدتهم *** إلا وهاموا بأرض الذُّل ساعينا

ولا تنافرت الأجساد مُدبرةً *** إلا تناثرت الأحقاد في الحينا (تكوينا)

ولن يقوم لهم رأيٌ ومكرمةٌ *** فمركب العز يمضي لا يُدارينا

صاروا عبيدًا لدى الطاغوت يحكمهم *** إن قال بُجرًا([4]) يقول الكلّ: آمينا

لا يحمل الهجرُ منا غير آنية *** من الشقاوة والخذلان تسقينا

يا أمة العدلِ إن العدل شيمتكم *** فهل تُساوي العصافيرُ  ثعابينا؟

يا أمة الحقِّ إن الحق يمقتكم *** إن لم تسيروا على درب النبيينا

فشعب أرَكان يستنصر عزيمتكم *** هل تنصروا الحق والإيمان والدينا؟

لن يُعجِزَ العبدُ دعواتٍ يُرددها *** فهل مددتم أكف الصدقِ دعينا؟

لله نشكو ظلامات تُحيط بنا *** فمن سوى الله يرعانا ويحمينا

يا رب هيء لنا من أمرنا رشدًا *** واسكب على أهلنا صبرًا وتمكينا

([1]) الفراقد جمع (الفرقد)، يقول أبو العلاء المعري:  وكم رأت الفراقد والثريا **** قبائل ثم أضحت في ثراها

([2]) أقصد قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (التوبة: 71).

([3]) أقصد قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} (سورة الأنبياء).

([4]) (البُجر) الشَّرّ، وَالْأَمر الْعَظِيم وَالْعجيب السيء.

من محاولاتي الشعرية: مناجاة

نتيجة بحث الصور عن يا رب

مناجاة

يارب إنَّ قلوبنا *** عَبَّت من البحر الكذوب

بحر الدنايا والدُّنا *** بحر  المعاصي والذنوب

ولقد أتتكَ ندامةً *** منها على كل الخطوب

يا رب فاعفُ وعافها *** فلقد أحبت أن تتوب

***

يا رب، أولادي الصغار أعيذهم بك يا كريم

من كل شَرٍّ محدقٍ *** من كل شيطان رجيم

يا رب واحفظ دينهم *** في وجه طوفان الهموم

أتمم عليهم نعمةً الإيمان، واكفهم الجحيم

***

يا رب إخوان لنا *** قد أُودِعُوا ضيقَ اللحُود

قد لَفَّهم كفن الظلام وحّفَّهُم طوق البُرود

وسِّع إلهي قبرهم *** فلأنت أكرم من يجود

إن أحسنوا؛ أنت الكريم، وإن عَصَوا أنت الودود

***

يا ربِّ إن شبابنا *** تاهوا كمغتربِ الفلاة

ظنوا النجاة بشهوةٍ *** وتشبثوا بالأمنيات

ارفق بهم يا ربنا *** بيديك حلّ المشكلات

أنت العليم بحالهم *** أصلحهمو قبل الممات

****

يارب، أُمة أحمدٍ *** سَلَت المصاحف في الجيوب

وتنكبت شرع الهداية واستطالت في الذنوب

أفلت نجوم سمائها *** وغدت كمحتار يجوب

فتمزقت بعد العلو *** بفعل أنياب الحروب

يا رب فارحم ضعفها *** واجمع على الحق القلوب

من محاولاتي الشعرية: أطفال فلسطين

أطفال فلسطين

نتيجة بحث الصور عن فارس عودة

أطفالنا قالوا لكم لن ننحني *** كلا، ودرب الذل أبعدُ ما نرى

لن تركع الهامات إلا للذي *** خلق الجبال بأرضنا والأبحُرا

هو حسبُنا في حربنا ونصيرنا *** في وجه من قتل الضميرَ وأقبرا

في وجه من صار الدماء حليفهُ *** والقتل والإجرامُ صار مكررا

عاث اليهود أرضنا وتواغدوا *** وغدا الفساد من اليهود الأبهرا

لكن أطفال الكرامة فوقهم *** شهد الزمان بعزهم واستبشرا

فالطفل في أرض الكرامة شامخًا *** كالطودِ أرسى جذرَهُ وتَجَذَّرا

رضعوا لبان العز من قُدُسيَّةٍ *** عشق البُراق تُرابها وتَبَختَرا

أطفالنا مثل البراعم، كلما *** دفنوا فتى ينمو الكثير على الثرى

أرواحنا عدد النجومِ فكلما *** أفلت تعودُ إلى المدائن والقُرى

وبلادنا مثل البحار كريمة *** ريح الشهادة للتُرابِ مُعَطِّرا

إن كان أطفال الحجارة علقمًا *** في فيهِ من غَصَبَ البلادَ ودَمَّرا

بالله كيف رجالنا في ساحهم *** يوم اللقاءِ إذ الوطيس تصعرا؟

أبو عبد الرحمن، 10-11-2015م، الساعة العاشرة مساءً.

من محاولاتي الشعرية: الحجر المُقَدَّس

الحجر المُقَدَّس

صورة ذات صلة

في القُدس قد قام الحجر *** طَرَقَتْ مَسَامِعَهُ الحُفَر

من تحت أركان المُصَلى *** دُقَّ ناقوس الخطر

من بين أنياب المعاول *** سُلَّ عُنوان الخبر

من بين كثبان الظلام أنار  مصباحُ الحجر

وتَفَتَّحت أحداقهُ *** فرأى الظَّلومَ وقد فَجَر

ورأى الحفائر تحته *** تجري كسيلٍ مُنهمر

ورأى اليهود وقد عَتَوا *** وتسربلوا بدمٍ قَذِر

ملأ السواد دماءهم *** وكأنهم ليسوا بشر

وطأت نجاستهم على *** أرض القَداسة والطُّهر

وتضرَّجت أعتابها *** بدم المُرابط إذ حَضَر

قَتَلوا الرجالَ وَأعدموا الأطفال في عمر الزَّهر

ضربوا الحرائر في المساجد والشوارع والخُدُر

لم يبقَ من حُرُماتنا *** إلا وهَتَّكَهُ الغُدَر

حتى المحاريب التي *** رأت البراقَ إذا عبر

تشكوا وتبكي قُدسنا *** حتى المصاطب والشَّجر

شتموا النبيَّ بأرضِنا *** وحَقَّروا الدِّينَ الأغَر

شَتَموا النبيَّ وحَقَّروا؟! *** طَفحت مكاييل الحَجَر

صاحت بنا كُلّ الحجارة *** أينَ قُرَّاء السُّوَر؟

أين من حفظوا “براءة” و”التغابُنَ” و”الزُّمَر”؟

أوما قرأتم في “براءة” *** (يُخزِهِم)[1] يُشفى الصدر؟

أوما قرأتم في “التغابن” *** (فاتقوا)[2] أهل الفكر

أوما قرأتم في “الزُّمَر” *** اللهُ كافٍ من شَكَر[3]؟

صاح الحجر، قال الحجر: *** يا أُمتي أين المَفَرّ؟

يا أُمتي ثوري ولا *** تُصغي لشرذمة البشر

عملاء حطوا رحلهم *** في ساحة البيت الأشَرّ

في القدس قد ثار الحجر *** وغدا كبُركان انفجر

راياته معقودة *** والخيل تقدحُ كالشرر

قوموا إلى النصر الجليل *** قولوا كما قال عمر

الله اكبر، وارفعوا *** هامتكم فوق القمر

ولتشحذوا الهمم العريضة *** في السهول وفي الوعر

ولتنصروا الدين العظيم *** فالله ينصر من نَصَر

[1] إشارة إلى قوله تعالى: { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} (سورة التوبة:14) فالكافرون هينون على الله.

[2] إشارة إلى قوله تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} (التغابن:16) وهذا طريق النصر.

[3] إشارة إلى قوله تعالى: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (سورة الزمر: 36) فالمسلمون مكفيين منصورين مؤيدين من ربهم القادر.