خطبة: الإسلام دين الرحمة

نتيجة بحث الصور عن إن رحمتي سبقت غضبي

الإسلام دين الرحمة 30-12-2018م

 الحمد لله أرحم الراحمين، أتمَّ علينا النعمة وأكمل لنا الدين، ولا يرضى منا إلا أن نكون طائعين، جعلنا مُسلمين بنعمته،  ولا يُدخلنا الجنة إلا بفضله ورحمته..

وأشهد أن لا إِله إلا الله، خالقُنا ورازقُنا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد.. فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} (سورة آل عمران).

إقرأ المزيد

فوائد من كتاب 2

فوائد من كتاب (2)[1]..

(1) ابن البواب (توفي:1022 أو 1032 م)، من الخطاطين الشهورين في تاريخ الإسلام، كان واسع المعرفة في الفقه وعلوم القرآن، نسخ القرآن الكريم بيده أربعًا وستين مرة، إحداها بالخط الريحاني الذي ابتدعه، وأخرى بالخط المحقق، وقد أهداها إلى السلطان سليم الأول الذي أهداها بدوره إلى جامع لآلالي بالإستانة.

(2) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لأَصْحَابِهِ : تَمَنَّوْا ، قَالَ أَحَدُهُمْ : أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ دَرَاهِمَ ، فَأُنْفِقَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ : تَمَنَّوْا فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ ذَهَبًا ، فَأُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَالَ : تَمَنَّوْا قَالَ آخَرُ : أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ جَوْهَرًا – أَوْ نَحْوَهُ – فَأُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقَالَ عُمَرُ : تَمَنَّوْا . فَقَالَ : مَا تَمَنَّيْنَا بَعْدَ هَذَا قَالَ عُمَرُ : لَكِنِّي أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِلْءُ هَذَا الْبَيْتِ رِجَالا ، مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، فَأَسْتَعْمِلَهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ[2].

(3) كان أبو العتاهية يخرج أحيانًا في بعض قصائده عن بحور الشعر التي وضعها الخليل بن أحم الفراهيدي، فلما سُئل عن ذلك قال: “أنا أكبر من العروض”.

(4) عن ابن سيرين: قال: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما كثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين، فأرسل إلى أم ولد سعد، أو إلى امرأة سعد، يقول لها: إن أبا محجن يقول لك: إن خليت سبيله وحملته على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحاً ليكونن أول من يرجع إليك، إلا أن يقتل.

وأنشد يقول (من البحر الطويل):

كفى حزناً أن تلتقي الخيل بالقنا … وأترك مشدوداً علي وثاقيا

إذا قمت غناني الحديد وغلقت … مصارع دوني قد تصم المناديا

وقد كنت ذا مالٍ كثير وإخوةٍ … فقد تركوني واحداً لا أخا ليا

وقد شف نفسي أنني كل شارقٍ … أعالج كبلاً مصمتاً قد برانيا

فلله دري يوم أترك موثقاً … وتذهل عني أسرتي ورجاليا

حبست عن الحرب العوان وقد بدت … وإعمال غيري يوم ذاك العواليا

ولله عهدٌ لا أخيس بعهده … لئن فرجت أن لا أزور الحوانيا

فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد، فحلت عنه قيوده، وحمل على فرس كان في الدار، وأعطي سلاحاً، ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله، ويدق صلبه.

فنظر إليه سعدٌ فجعل يتعجب ويقول: من ذلك الفارس؟ قال: فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى هزمهم الله، ورجع أبو محجن، ورد السلاح، وجعل رجليه في القيود كما كان.

فجاء سعد، فقالت له امرأته أو أم ولده: كيف كان قتالكم؟ فجعل يخبرها ويقول: لقينا ولقينا، حتى بعث الله رجلاً على فرسٍ أبلق، لولا أني تركت أبا محجنٍ في القيود، لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن؟ فقالت: والله لأبو محجن كان من أمره كذا وكذا. فقصت عليه قصته. فدعا به وحل قيوده، وقال: لا نجلدك على الخمر أبداً. قال أبو محجن: وأنا والله لا أشربها أبداً. كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قال: فلم يشربها بعد ذلك[3].

(5) أبو مُسلم الخولاني (توفي: 62هـ،682م)، أدرك النبي (صلى) لمنه لم يره، وأسلم في زمن أبي بكر (رضي)، وبعد أن ادعى الأسود العنسي النبوة أمره أن يشهد له بها، فأبى، فأضرم نارًا عظيمة وألقاه فيها، فلت تؤثر فيه، فنفاه ختى لا يفتضح أمره أمام الناس، ولما قدم المدينة استقبله أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، وقبل عمر رأسه وقال: الحمد لله الذي أراني من أمة محمد من فُعل به مثل إبراهيم الخليل عليه السلام.

(6) أبو يوسف، صاحب أبي حنيفة (توفي: 182هـ، 798م)، من أجلة المحدثين والفقهاء،تعلق بأبي حنيفة ونشر مذهبه في الأمصار، وكام مقرًا بفضل أبي حنيفة وإن خالفه في رأيه، وقد نقل الخطيب البغدادي عنه قوله: “ما خالفت أبا حنيفة في شيء، فتدبرته إلا رأيتُ مذهبه الذي ذهب إليه أنجى في الآخرة”.

(7) عندما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير، سأل أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها: ما رأيك بما فعلت به؟ فقالت بإباء واعتزاز: أفسدتَ عليه دُنياه.. وأفسد عليك آخرتك..

(8) ثلاثة أشخاص ادعوا النبوة زمن الرسول (صلى): الأسود العنسي، ومسيلمة الكذاب، وطليحة الأسدي.

(9) الفضل بن دكين (أبو نعيم بن دكين) عاش بين: (130 – 219 هـ، 748 – 834 م): من مشاهير المحدثين العظماء، شيخ البخاري ومسلم، كان من مواقفه العظيمة عندما اختبره والي الكوفة بقضية خلق القرآن، فكان ردّه دليلاً على عظمته، قال لوالي الكوفة: “أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام اللَّه، وعنقي أهون من زِرِّي هذا، ثم قطع زِرَّ قميصه.. رحم الله الفضل”[4].

(10) قال الله تعالى عن أصحاب الأيكة: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}، فماذا حصل يوم الظلة؟

أخرج الحاكم في المستدرك عن بَرِيرٌ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسِ (رضي)، عَنْ هَلَاكٍ قَوْمِ شُعَيْبٍ ، وَقَوْلِ اللَّهِ لَهُمْ : {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَرًّا شَدِيدًا ، فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ فَدَخَلُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَجْوَافَ الْبُيُوتِ فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ ، فَخَرَجُوا مِنَ الْبُيُوتِ هِرَابًا إِلَى الْبَرِّيَّةِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَةً فَأَظَلَّتْهُمْ مِنَ الشَّمْسِ فَوَجَدُوا لَهَا بَرْدًا وَلَذَّةً ، فَنَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا تَحْتَهَا أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَارًا ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : فَذَاكَ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ {إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[5].

*-*-*-*-*-*-*

[1] من كتاب “مفردات من الحضارة الإسلامية” لمؤلفه محمد راجي حسن كناس، تقديم: د. أحمد الطحان، دار المعرفة، بيروت.

[2] رواه البخاري في التاريخ الأوسط، باب من مات في خلافة أبي بكر – رضي اللَّه عنه -، حديث رقم (122)، وأبو نعيم في “حلية الأولياء” ج1 ص102.

[3] القصة أخرجها عبد الرزاق في مصنفه (ج9 ص243)، وابن أبي شيبة في مصنفه فقال – (ج12 ص561)، و الطبري في تاريخه – (ج2 ص415)، وسنن سعيد بن منصور ( 2502 ) ، لكن ابن سيرين لم يُدرك أبا محجن أو سعدًا، فالسند ضعيف والله أعلم.

[4] سير أعلام النبلاء ج10 ص149.

[5] أخرجه الحاكم في المستدرك (4128).