الدين أغلى

rose

انظروا إلى أبي خيثمة رضي الله عنه.. صحابي جليل كان في سفر، ورَجَعَ بَعْدَ أَنْ سَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامًا متوجهًا إلى تَبُوك، وَعِنْدَمَا وَصَلَ إلَى أَهْلِهِ كان الجَوّ حَارًّا، فَوَجَدَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ فِي عَرِيشَيْنِ لَهُمَا فِي حَائِطِهِ، قَدْ رَشَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَرِيشَهَا، وَبَرَّدَتْ لَهُ فِيهِ مَاءً، وَهَيَّأَتْ لَهُ فِيهِ طَعَامًا.

فَلَمَّا دَخَلَ، قَامَ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ، فَنَظَرَ إلَى امْرَأَتَيْهِ وَمَا صَنَعَتَا لَهُ، فَقَالَ: “رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضِّحِّ، وَالرِّيحِ وَالْحَرِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ فِي ظِلٍّ بَارِدٍ، وَطَعَامٍ مُهَيَّأٍ، وَامْرَأَةٍ حَسْنَاءَ، فِي مَالِهِ مُقِيمٌ، مَا هَذَا بِالنَّصَفِ! ثُمَّ قَالَ: وَاَللهِ لَا أَدْخُلُ عَرِيشَ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا حَتَّى أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَيِّئَا، لِي زَادًا، فَفَعَلَتَا. ثُمَّ قَدَّمَ نَاضِحَهُ فَارْتَحَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ تَبُوكَ.

 

شبابهم وشبابنا..

rose2

الأرقم بن أبي الأرقم.. اسمه عبد مناف بن أسد، ولقبه(الأرقم).. هذا الصحابي أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان سابع سبعة في الإسلام، يعني سابع من أسلم، وكان عمره ستة عشر عامًا فقط.. 

كان صغير العمر، لكنه عملاق من العمالقة، رجل من الرجال.. كبير من الكبار.. ستة عشر عامًا.. لكنه أوقف بيته الذي كان يقع على جبل الصفا لخدمة دين الله.. أوقف بيته لحماية رسول الله.. أوقف بيته لأجل تعليم المسلمين دينهم.. أوقف بيته ليكون منارةً تنطلق منها إشعاعات النور الربانية إلى كل العالم.. 

الأرقم بطل من الأبطال.. وكانت داره المحضن التربوي الأول الذي ربى النبي صلى الله عليه وسلم فيه طليعة أصحابه الذين حملوا معه المسئولية الكبرى في تبليغ رسالة الله تعالى..

فماذا نقول عن شبابنا الذين لا يؤثرون صلاة الجماعة على مسلسل  (باب الحارة) أو على فيلم (كرتون) أو على لعبة (بلياردو

 

يا رب لطفك بنا

هل نأخذ بحق؟

rose.png

في صحيح مسلم أن  النبي “صلى الله عليه وسلم” عرض سيفه يوم أحد وقال: (من يأخذ هذا السيف)؟ فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا أنا. فقال: (من يأخذ هذا السيف بحقه )؟ فأحجم القوم، يعني: لم يرفع أحد يده ويقول: أنا.. فقال أبو دجانه رضي الله عنه: وما حقه يا رسول الله ؟ قال : (تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل). فقال أبو دجانه : أنا آخذه بحقه ، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ،  ثم وقف وقال :

أنا الذي عاهدنـي خليلـي .. ونحن بالسفـح لدى النخيـل

أن لا أقوم الدهر في الكيول .. أضرب بسيف الله والرسول

هذا الصحابي رضي الله عنه أخذ سيف رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وقام بحقه، ونحن: فقد حملنا كتابه العظيم، فهل نقوم بحقه؟ وقد حملنا سنته وأحاديثه، فهل نقوم بحقها؟ وقد حملنا شرعته ومنهاجه، فهل نقوم بحقها؟ وحملنا أخلاقه وصفاته ومعاملاته، فهل نقوم بحقها؟

 

أهم الفروق بين البيع والربا

من أهم الفروق بين البيع والربا.

أولاً: أن البَيع قَد أحلَّه اللَّه والرِّبا قَد حرَّمَه اللَّه ، وعلى العِباد أَنْ يَتَلقوا ذلك بِالقَبول مِن غَير اعتِراض .

ثانيًا: أن البيع معاوضة صحيحة خالية من أكل أموال الناس بالباطل، والربا زيادة لا يقابلها عوض، فهو ظلم، بمعنى آخر: البَيع فيه مُعاوضَة ونَفع للطَّرفَين، والرِّبا إنَّما يَحصُل فيه النَّفع لِطرَف وَاحد.

ثالثا: أن الاتِّجار بالبَيع والشِّراء قَابِل للرِّبح والخَسارَة والمهارة الشخصية والجُهد الشَّخصي، أمَّا الاتِّجار بالرِّبا فهو مُحدَّد الرِّبح في كُلّ حَالة  لا يَبذِل فيه جُهد ولا تُستَخدم فيه مَهارة فهو رُكود وهُبوط وكَسل.

رابعا: أن الربا فيه استغلال لحاجة الفقير، ولذلك قابله الله سبحانه وتعالى بالصدقة فقال: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، فقد أرشد القرآن في هذه الآية إلى أن الفقير أولى أن يتصدق عليه، من أن يضاعف عليه بسبب حاجته، والله تعالى أعلم.