تعظيم حُرمات الله

تعظيم حُرمات الله

يقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} لاحظوا قوله: (فإنها) يعني شعائر الله.. وشعائر الله تعالى هي كل شيء يتعلق بالله تعالى، فاسم الله تعالى ودينه وشرعه وأنبياءه وأحكامه وكتابه، يجب أن يُعظّم، ويُجَلّ، اسمعوا.. روى البخاري *صحيح البخاري (3260).* أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي»..

مع أنه ﷺ رآه بعينه وهو يسرق، لكن: بما أنه ذُكرت اسم الله تعالى وأشهدتَه فقد كذبت عيني وصدقتك.. وذلك حتى لا يُذكر اسم الله تعالى مع الكذب..

ومن المعروف والمشهور قصة بشر بن الحارث، حيثُ سُئل ما بال اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟ قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم، كنت رجلاً عياراً صاحب عصبة فجزت يوماً فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية (نوعاً من الطيب) ومسحته في القرطاس فنمت تلك الليلة، فرأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي: يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق، وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة، ثم كان ما كان”. ***رواه أبو نعيم في الحلية.

نكتة لطيفة

نكتة لطيفة

قال الشيخ تاج الدين بن السبكي في كتاب “الترشيح”: كنت يومًا في دهليز دارنا في جماعة ، فمر بنا كلب يقطر ماء يكاد يمس ثيابنا فنهرته ، وقلت : يا كلب يا ابن الكلب ، وإذا بالشيخ الإمام – يعني والده الشيخ تقي الدين السبكي – يسمعنا من داخل ، فلما خرج قال : لم شتمته ؟ فقلت : ما قلت إلا حقا أليس هو بكلب ابن كلب ؟ فقال : هو كذلك إلا أنك أخرجت الكلام في مخرج الشتم والإهانة ولا ينبغي ذلك ، فقلت: هذه فائدة لا ينادى مخلوق بصفته إذا لم يخرج مخرج الإهانة[1].

فما بالنا نحن لا ننفك نُوزّع التُّهم والاتهامات والكذب والتكفير والتفسيق على الناس، احتقارًا لهم، إلا فلنتقي الله تعالى، ولنجعل من الآن نُقطة انطلاقة لتصحيح ألسنتنا وتطهيرها من كل ما لا يليق بمسلم، مُحبّ لرسول الله ﷺ.. وأخيرًا اسمعوا إلى حبيبكم ﷺ وهو يَقُولُ كما في صحيح البخاري: «لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»[2]..

[1] “الحاوي للفتاوى” الفتاوى الفقهية، كتاب النفقات، تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء.

[2] أخرجه البخاري (6045).

مع الجاحظ..

مع الجاحظ..نتيجة بحث الصور عن كتاب الدلائل والاعتبار للجاحظ

قرأتُ كتاب “الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير” لأبي عُثمان عمرو بن بحر، الملقب بالجاحظ (المتوفى سنة 255هـ)، حيث بحث فيه بإسهاب عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه، رادًا بذلك على بعض المُلحدين الذين قال عنهم: “ناسًا جهلوا الأسباب والمعاني، وقصروا في الخلقة عن تأمل الصواب والحكمة فيها، خرجوا إلى الجحود والتكذيب، حتى أنكروا خلق الأشياء، وزعموا أن كونها بإهمال لا صنعة فيه ولا تقدير”.

وقد حاول تفصيل الحكم من خلق الأشياء والأحوال، كالنباتات والحيوانات والكواكب وغيرها، وقد رأيتُ فعلاً أنه واسع المعرفة والعلم في كثير من الفنون، حتى في علم التشريح، فكيف له أن يعلم أن المرارة متصلة بالكبد في ذلك الزمان الذي لم يكن التشريح مُتقدمًا؟ فقال على سبيل المثال في كلامه على سوائل جسم الإنسان: “فما كان منه من جنس المُرَّة الصفراء أُجريَ إلى المرارة التي هي مقرونة بالكبد”.

فقال في الحكمة من أن الطيور تبيض ولا تلد: “ثم جعل -جل جلاله- أيضًا مما يبيض بيضًا ولا يلد ولادة؛ لكيلا يثقل عن الطيران، فإنه لو كانت الفراخ تنجل في جوفه، وتمكث فيه حتى تستحكم وتكبُر لأثقلته وعاقته عن النهوض والطيران”.

وقال: “فكر فى حوصلة الطائر وما قُدَّرَت له، فإن مسلك الطعام إلى القانصة ضيق، لا ينفذ فيه الطعام إلا قليلاً قليلاً، فلو كان الطائر لا يلتقط حبة ثانية حتى تصل الأولى إلى القانصة لطال عليه ذلك فمتى كان يستوفى طعمه، وإنما يختلسه اختلاسا لشدة الحذر؟ فجعلت له الحوصلة كالمخلاة المعلقة أمامه ليوعى ما أدرك فيها من الطعام بسرعة، ثم ينفذ إلى القانصة على مهل. وفي  الحوصلة أيضًا خصلة أُخرى، فإن من الطير ما يحتاج إلى أن يَزُقّ فراخه، فيكون ردّهُ الطعم أسهل وأقرب”.

وقد لاحظتُ من خلال قراءة الكتاب أنه يستخدم مُصطلحات كُنتُ أظنها عامية، ولم أتوقع أن تكون في معروفة في زمانه، مثل: “شَبَّت النار” أي اشتعلت بشدة، و “الجص والكلس والجبصين والتوتيا”، و”رشّ الماء”، و”التبن” وهو علف الماشية، و”صمغ” وهو مادة لاصقة، و”النير” وهي أداة للحراثة على الحيوانات، و”الدجاجة تقاقي” أي تصيح بصوتها عاليًا، و”الزبل” وهو روث الحيوانات المستخدم كسماد للنبات، و”مجداف” السفينة، و”المُحّ” وهو صفار البيض، وغيرها.. رحم الله الجاحظ وغفر لنا وله..1

كتاب خمسين حديثًا في الإصلاح بخط كبير

 هذا كتاب (خمسين حديثًا في الإصلاح بين الناس) كتبته بخط كبير، وملون، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا، وأن يجعل فيها الأثر

 

للتحميل بصيغة (pdf) اضغط هنا

بسم الله

 

مسودة كتاب (عذاب القبر)

بفضل الله تعالى.. وبكر منه جل وعلا، تم الانتهاء من مسودة كتاب: (عذاب القبر ونعيمه حقيقة لا خيال

وهذه المسودة في ملف بي دي إف

 

للتحميل: قل: (الحمد لله) واضغط

هنا