نتيجة بحث الصور عن الدعاءالدعوة بالدعاء

لا شك أن التضرع إلى الله تعالى بالدعاء وسيلة مهمة في دعوة من يتقبل أمر الله تعالى ودينه وشرعه وحُكمه، فقد دعا رسول الله ﷺ لأحد العُمرين -عمر بن الخطاب وأبو جهل عمرو بن هشام-، وبسبب هذه الدعوة أسلم عُمر بن الخطاب، وصار خليفة للمسلمين، وهناك أمثل كثيرة على ذلك، لكننا نقف مع روايتين، إحداهما لأبي هريرة رضي الله عنه، الذي أسلم[1] وبقي قلبه معلق بأمه وكيفية إنقاذها من النار، فلنستمع إليه وهو يُحدثنا قائلاً:

“كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ ﷺ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ».

يقول: فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ ﷺ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ الْبَابَ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا -يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ- وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمِ الْمُؤْمِنِينَ» فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي”[2].

أما الرواية الثانية فهي للطفيل بن عمرو الدوسي، الذي أسلم وبقي قلبه مُعَلّق بقومه الذين هم على الشرك، فبمجرد إسلامه قرر أن يذهب ليهم لدعوتهم، لكنه لم يُفلح، فما هي نهاية القصة؟

يقول أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه -وهو شاهد عيان-: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ. فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَلَكُوا، أو قالوا: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، هَلَكَتْ دَوْسٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.. فَقَالَ ﷺ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ، اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ، اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ»[3].

فكم من أبنائنا وأصدقائنا وزملائنا وأحبابنا قد أعيانا الحديث معهم، فلم يستجيبوا، ولم يُصغوا لقولنا، واستمروا على عنادهم وتركهم للصلاة وقطعهم للأرحام وعلى أخلاقهم التي لا ترضِ الله تعالى، فعلينا أن نستخدم معهم هذه الوسيلة، لعل مفاتيح قلوبهم تكون فيها..

[1] أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان عمره حينما أسلم حوالي ست عشرة سنة، قال أبو هريرة: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي، فقيل لي: ما هذه؟ قلت: هرة. قيل: فأنت أبو هريرة. وفي رواية قال: كنت أرعى غنماً لأهلي، فكانت لي هُريرة ألعب بها، فكنَّوني بها.

[2] أخرجه مسلم (158-2491) وأحمد (8259)، والطبراني في الكبير (76)، وغيرهم.

[3] أخرجه البخاري (2937)، ومسلم (197-2524)، وأحمد (10526)، وابن حبان (980).

ضمام والإعلام المضلل

ضمام والإعلام المضللصورة ذات صلة

أسلم ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه بعد حوار طويل مع رسول الله ﷺ، وكعادة كل من يُسلم في ذلك الوقت -وينبغي أن يكون ذلك في كل وقت- ذهب ضمام ليُطبق هذه الدعوة عمليًا مع أهله وقومه، ذهب وهو يحمل شفقةً عليهم، ورحمةً بهم، وحُبًا لدينه ولأهله، فعندما قدم على قومه، واجتمعوا إليه، كان أول ما تكلم به أن قال: “بِئْسَتِ اللاتُ وَالْعُزَّى”! فثارت ثائرة القوم، واشتغلت آلات التخويف الإعلامية التي تُخوّف الشعوب والأفراد من مخاطر واهنة واهية وهمية..

قَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ وَالْجُذَامَ، اتَّقِ الْجُنُونَ..

لكنَّ الإيمان الصادق أصلُه ثابتٌ وفرعُهُ في السماءِ.. ، فقَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللهِ لَا يَضُرَّانِ وَلا يَنْفَعَانِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ، وَنَهَاكُمْ عَنْهُ.

قال الراوي -وهو ابن عباس رضي الله عنهما-: “فَوَاللهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ إِلا مُسْلِمًا”. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: “فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ”[1].

وتظهر خيبة الإعلام المضلل، الحريص على إظهار الحق بصورة قبيحة سيئة، تُنَفّر منه الناس، في قصة الطفيل بن عمرو؛ سيد قبيلة دوس، اسمع إليه وهو يروي لنا قصته فيقول: كنتُ رجلاً شاعراً سيداً في قومي فقدمتُ مكةَ، فمشيت إلى رِجالاتِ قريش فقالوا : “يا طفيل إنك امرؤٌ شاعرٌ سيدٌ مطاعٌ في قومك، وإنَّا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه، فإنما حديثه كالسحر، فاحذره أن يُدخل عليكَ وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا، فإنه يفرق بين المرء وابنه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وأبيه” فوالله ما زالوا يحدثونني في شأنه وينهونني أن أسمع منه حتى قلت والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني.

 قال الطفيل: فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفاً ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله -ﷺ- قائماً في المسجد قال : فقمت منه قريباً وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال : فقلت في نفسي : والله إن هذا للعجز والله إني امرؤ ثبت ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشداً أخذت منه وإن كان غير ذلك اجتنبته  فقلتُ بالكرسفةِ  فنزعتها من أذني فألقيتها ثم استمعت له فلم أسمع كلاماً قط أحسن من كلام يتكلم به. قال: قلت في نفسي يا سبحان الله ؟ ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن منه ولا أجمل . قال : ثم انتظرت رسول الله -ﷺ- حتى انصرف فاتبعته فدخلت معه بيته فقلت له : يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا كذا وكذا فأخبرته بالذي قالوا وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول وقد وقع في نفسي أنه حق وإني شاعر فاسمع ما أقول. فقال النبي ﷺ: «هات». فأنشدته. فقال رسول الله ﷺ: «وأنا أقول فاسمع». ثم قرأ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (الإخلاص:1) إلى آخرها، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (الفلق:1)  إلى آخرها، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (الناس:1)  إلى آخرها، وعرض عليَّ الإسلام، فلا والله ما سمعت قولاً قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه فأسلمت[2].

وبعد إسلامه بلغ ذلك قريشا فهددوه وتوعدوه، فذكَّرهم بأنه سيد دوس وأنهم لو تعرضوا له فلن تتركهم دوس، فهابوه، وقد أنشد رضي الله عنه:

ألا أبلغ لديك بني لؤي *** على الشنآن والعضب المرد

بأن الله رب الناس فرد *** تعالى جده عن كل ند

وأن محمدا عبد رسول *** دليلُ هدى ومُوضحُ كلِّ رشد

رأيت له دلائل أنبأتني *** بأن سبيله يهدي لقصد            

وأن الله جلله بهاء *** وأعلى جده في كل جد

وقالت لي قريش عد عنه *** فإن مقاله كالغر يعدي

فلما أن أملت إليه سمعي *** سمعت مقالة كمشهور شهد

وألهمني هدايا الله عنه *** ومبدل طالعي نحسي بسعدي

ففزت بما حباه الله قلبي *** وفاز محمد بصفاء ودي[3]

وكالعادة، رجع الطفيل إلى أهله وقومه داعيًا لهم إلى دين الله تعالى، لكنهم أبوا أن يُسلموا لله، فرجع إلى رَسُولِ اللهِ ﷺ حزينًا يقول: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللهَ عَلَيْهَا، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ»[4].

[1] أخرجه أحمد (2380)، وهو في “السيرة” لابن هشام (ج4 ص219) عن ابن إسحاق، ومن طريقه أخرجه الدارمي (652) ، وابن شبة في “تاريخ المدينة” (ج2 ص521)، وأبو داود (487) ، والبيهقي في “الدلائل” (ج5 ص374)، وقال محقق المُسند: حديث حسن.

[2] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (2108) بنحوه، وأبي نعيم في دلائل النبوة (186)، وفي معرفة الصحابة (3500)، وسيرة ابن هشام (1 ص382 )، والبداية والنهاية (3 ص123) وسبل الهدى والرشاد (2 ص417).

[3] انظر “الوافي بالوفيات” (ج16 ص264)، والإصابة (ج2 ص67) وسبل الهدى والرشاد (ج2 ص418).

[4] أخرجه البخاري (6397) واللفظ له، وأحمد (7315)، وغيرهم.

دعوة خاطب

دعوة خاطبنتيجة بحث الصور عن زواج مبارك

من أعجب الروايات التي وردت في كُتب السير والتراجم؛ قصة دعوة أُمّ سُليم رضي الله عنها لأبي طلحة الذي كان قد تقدم لخطبتها، حيث أنها كانت قد أسلمت وتمكن الإيمان وَرَسَخَ في قلبها، بينما هو ما زال مُشركًا، فلنستمع إلى أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يُحدث عن ذكرياته مع أُمه، يقول: “إنَّ أبا طلحة خطب أُمَّ سُلَيم – يعني قبل أن يُسلم – فقالت: يا أبا طلحة، ألستَ تعلم أنَّ إلهك الذي تعبد نَبَت من الأرض؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحي تعبد شجرة؟ إن أسلمتَ فإنِّي لا أُريد منك صَداقاً غيره. قال: حتى أنظر في أمري. فذهب ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله. فقالت: يا أنس زوِّجْ أبا طلحة، فزوَّجها.

وفي رواية: فَقَالَتْ: “يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ إِلَهَكَ الَّذِي نَعْبُدُ خَشَبَةٌ نَبَتَتْ مِنَ الْأَرْضِ نَجَرَهَا حَبَشِيُّ بَنِي فُلَانٍ؟ إِنْ أَنْتَ أَسْلَمْتَ لَمْ أَرِدْ مِنْكَ مِنَ الصَّدَاقِ غَيْرَهُ”. قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِي. قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. قَالَتْ: “يَا أَنَسُ زَوِّجْ أَبَا طَلْحَةَ”[1]..

نعم.. أسلم أبو طلحة، وحلَّق قلبه عاليًا في فضاء الإيمان الصادق، ثم هبط إلى الأرض ليُحقق فيها طاعة ربه، ويُطبق هذا الإيمان عمليًا في حياته، فما أن سمع آية من آيات الله تعالى، حتى جاء إلى رسول الله ﷺ، فَقَالَ: “يَا رَسُولَ اللهِ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: 92)، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، قَالَ: – وَكَانَتْ حَدِيقَةً كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْخُلُهَا، وَيَسْتَظِلُّ بِهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا -، فَهِيَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى رَسُولِهِ ﷺ، أَرْجُو بِرَّهُ وَذُخْرَهُ، فَضَعْهَا أَيْ رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَخْ يَا أَبَا طَلْحَةَ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، قَبِلْنَاهُ مِنْكَ، وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ، فَاجْعَلْهُ فِي الأَقْرَبِينَ»[2]، فَتَصَدَّقَ بِهِ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى ذَوِي رَحِمِهِ.. فأين من يُطبقون إيمانهم في حياتهم العملية؟؟؟

*-*-*-*-*-*-*

ملاحظة مهمة: أم سُليم هي أُم أنس بن مالك، أخذَتْه فأتَتْ به رسولَ الله ﷺ فقالت: “يا رسولَ الله، هذا ابني، وهو غلام كاتِب، أتيتُك به يخدمك، فادعُ اللهَ له، فقال: «اللهمّ أكثر مالَه وولدَه»[3]، قال: فخدَمتُه تسعَ سنين، فما قال لي لشيءٍ قط صنعتُه: أسأتَ، أو: بئسما صنعتَ، لُقّب “خادم رسول الله”، ذلك اللَّقب الذي كان أنس ويفتخر به، فكثيرًا ما كان يقول: “إنِّي لأرجو أن ألقى رسولَ الله ﷺ في يوم القيامة، فأقول له: يا رسول الله، هذا خُوَيدمك أنس”[4].

[1] كذا في الإِصابة (ج8 ص409)، وأخرجه البزار (6448)، وابن أبي شيبة في مصنفه (17651)، والحاكم (2735) بمعناه.. وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ” قال الذهبي: “على شرط مسلم”.

[2] أخرجه البخاري (2758)، وأحمد (13688) وغيرهم.

[3] أخرجه مسلم (2481).

[4] رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى الموصلي، كما في “إتحاف الخيرة المهرة” (ج7 ص 259).